كيف تنتصر على الألم ،،
هل تصورت يوما انك ستنال النجاح الذي تصبوا له في حياتك بدون ان تتعرض للألم ؟
لا أظن!!!
فمن أراد النجاح ينبغي عليه ان يتعلم كيف يتغلب على الألم ولا يستسلم له،
فلا تخلو حياة اي فرد من الألم، فجميعنا يتألم.
فالبشر جميعاً لديهم ميراث مشترك من الألم، وتختلف ينابيع الألم ومصادره وفقاً لطبيعة وظروف وسلوك وتصرفات كل فرد.
فهناك الألم لفقدان الأحباء وهناك الألم بسبب الخوف والشك.
وهناك أناس تنبع ألامهم من ذكريات مؤلمة وحزينة، وينبع فشلهم من عجزهم عن التعامل مع الألم التي تولدها تلك الذكريات المؤلمة للنفس والقلب.
فكم من شاب فشل في تجربة دراسة او زواج او فشل في حبه او تجارته فحول ذلك الألم المؤقت الى ليل سرمدي من الفشل، وتغيرت نظرته المستبشرة للحياة الى نظرة سوداء
تشاؤمية. وتولد من ذلك الفشل سلسلة من الإخفاقات والعيش في دوامة من الآلام لا سبيل للخروج منها.
فكل ما يزرعه الإنسان يحصده أيضا.
ومعظم الألألم التي تواجهنا عبارة عن أخطاء ارتكبناها ومعاصي اقترفناها... فكل من يمسك النار طبيعي ان تحرق يداه... وكل من يسير على الجمر تكتوي قدماه. فالعقاب
قد يتأخر زمنا ولكنه في آخر الأمر يدرك مستحقه في وقته.
فا الناس في الدنيا بين ثلاث فئات:
قوم يعيشون ببطونهم:
فهؤلا همهم في الدنيا الطعام والشراب، فهم يتألمون اذا إصابتهم البلايا، ولكنهم اقل إحساس بالأم الآخرين واقل تجاوب إزاءها.
قوم يعيشون بعقولهم:
هؤلا دائم التفكير إزاء الألم الذي يصيب غيرهم من الناس، ولكن لديهم قناعة وحكم مسبق بان ذلك الألم جزاء عادل لشر وخطايا هؤلاء الناس.
قوم يعيشون بعواطفهم:
هولا لديهم عاطفة حساسة تدفعهم الى الألم دفعا، فهم يحزنون لحزن البشر ويتألمون لآلامهم.
إذا أين الطريق للانتصار على الألم؟
يسكن الألم ويعشش في قلوب ضعفاء الإيمان بالله الذين لا يثقون في حكمته،
فتمتلي عقولهم بأفكار خاطئة نحو الخالق ونحو البشر من حولهم،
فيزرع الألم في قلوبهم بذور الحقد والحسد وحب الانتقام،
وأما المؤمنين الواثقين من رحمة الله
فالألم بالنسبة لهم مجرد محطة في طريق شاق لا يتعِبون أنفسهم بالتوقف فيها كثير بل يسارعون الى مغادرتها وكلهم تفاؤل وأمل ان المحطة القادمة ستكون أفضل حالا.
لذا فمن المهم ان ننتصر على الألم وبصورة سريعة قبل يتفاقم الأمر وتتوالا الخسائر.
ولكن كيف السبيل لذلك؟
عن طريق الإيمان بمجموعة من المبادئ نستطيع التغلب على الألم قبل ان يتحول ليصبح فشل:
إنكار الذات:
الانغماس في خدمة الآخرين والانشغال بآلامهم والعمل على تخفيفها ولو بإبداء العطف فعن طريق خدمة الآخرين والقرب منهم نشعر بآلامهم وبذلك تهون علينا ألامنا وتصبح
سهلة محتملة أمام ما نراه من إلام الآخرين. " من رأى مصائب غيره , هانت عليه مصائبه".
القناعة:
يقول علماء النفس ان رغبات الإنسان تسيطر على حياته،فحياة الإنسان عبارة عن سلسلة لا تنتهي من الرغبات فهناك: رغبته في الراحة الجسمية، والرغبة في نيل رضاء
الآخرين، والرغبة في حب الظهور ونيل إعجاب الآخرين، والرغبة في السيادة والتفوق والرغبة في لفت نظر الجنس الأخر والرغبة في الامتلاك والرغبة في المعرفة وغيرها
من الرغبات، فالإنسان بشر يعيش حياة قلقة تتقاسمها الرغبات ومحاولة إشباع الغرائز الناتجة من هذه الرغبات ليستمتع بالسعادة التي ينشدها، وبحكم قدراته المحدودة
كبشر قد لا يستطيع تحقيق جميع هذه الرغبات فيفشل فيحس بالشقاء والتعاسة.
لذلك فان نعمة الاكتفاء هي الوسيلة للتغلب على هذه المشكلة،،
فالمكتفي القنوع يحس بالسعادة رغم قلة موارده.
اما الشخص الطامع الذي يريد ان يملك الدنيا، فلن يذوق للسلام طعماً.
الصبر:
لتكون لنا من قصة نبي الله " أيوب " عبره ومثال للصبر على الآلام في كل الأحوال.
فالصبر معناه السكون والانتظار حتى يرزقك الله النصر والتوفيق،
فربنا سبحانه تجلت حكمته بان لا يبتلي عبدا إلا على قدر احتماله،
فمن صبر فقد انتصر، فالظلام يعقبه الضوء، والشتاء يعقبه الربيع،والشوك يكلله الورد ويجمله.
الرجاء:
جاء في معنى الرجاء أنه : " حسن الظن بالله تعالى في قبول طاعة وُفِّقت لها أو مغفرة سيئة تُبت منها " .
فالمؤمن لا يقنط من رحمة الله ، قال تعالى: " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم
" ، الزمر ، 53.
فالرجاء دواء لمن غلب على قلبه اليأس والقنوط من رحمة الله.
فكم من البشر تحطمت أوتار قيثارة حياتهم ولم يبق لهم إلا وتر واحد هو الرجاء في رحمة الله. فالرجاء الوطيد.....
مفتاح الغد السعيد.....
والإيمان بالغد السعيد.....
هو عزاء القلب الحزين....