بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
يسرنا في إدارة منتديات اللؤلؤة النيربية تقديم هذا الموضوع الذي يدل على طرق الوقاية من بعض أمراض السرطان حمانا الله وإياكم منه والعلاج منها راجين من الله جل وعلا أن يوفقنا وإياكم إلى نشر العلم ونشر الفائدة
مقدمة
(1) سرطان الدماغ
(2) سرطان الفم
(3) سرطان البلعوم الأنفي
(4) سرطان الرئة
جسم الإنسان من خلايا مختلفه في اشكالها ووظائفها. بشكل مبسط كل خليه تحتوى على غلاف خارجي ونواه ، وفي النواه تـُحفظ المعلومات الأساسيه للخليه. هذه
المعلومات في الحقيقه تكون موجوده في جزيئ الحامض النووي DNA - deoxyribonucleic acid . يحتوي الحامض النووي على 26 كروموزوم والتي تتكون بدورها من ملايين الجينات.
هذه الجينات هي التي تحدد نظام وطريقة عمل الخليه.
خلال حياتنا بعض خلايا الجسم تموت بشكل طبيعي ويقوم الجسم بتعويض ذلك النقص في الخلايا عن طريق الإنقسام. عند الإنقسام تقوم الخليه بإنتاج نسخه أخرى من الحامض
النووي ثم تنقسم الى خليتين. هذا ما يحدث في الخليه بشكل مبسط حيث ان عملية الإنقسام اكثر تعقيداً من ذلك. عادة يحدث انقسام الخلايا بشكل منتظم بحيث يمكن لأجسامنا
النمو أو لاستبدال أو إصلاح الأنسجة التالفة. عندما تعمل الخلايا كما هو مخطط لها فإننا نتمتع بصحه جيده لكن عندما يختل ذلك النظام فإننا نمرض. في حالة السرطان
تنمو خلايا غير طبيعيه وبدلاً من تعويض الخلايا التالفه فقط ، تتكاثر تلك الخلايا بشكل كبير ودون توقف فتطغى على العضو المصاب مشكلة مايسمى بالورم.
الأورام التي تنتج عن هذا الخلل نوعان :
الأورام الحميدة ( غير سرطانية Benign ) :
وهي عادة تكون مغلفه بغشاء وغير قابله للإنتشار ولكن بعضها قد يسبب مشاكل للعضو المصاب خصوصاً اذا كانت كبيرة الحجم وتأثيرها يكون بالضغط على العضو المصاب
او الأعضاء القريبه منها مما يمنعها من العمل بشكل طبيعي. هذه الأورام من الممكن ازالتها بالجراحه او علاجها بالعقاقير او الأشعه لتصغير حجمها وذلك كاف للشفاء
منها وغالباً لا تعود مرّة ثانيه.
الأورام الخبيثة ( سرطانية Malignant ) :
الأورام السرطانيه تهاجم وتدمر الخلايا والأنسجه المحيطه بها ولها قدره عاليه على الإنتشار. وهي تنتشر بثلاث طرق
انتشار مباشر للأنسجه والأعضاء المحيطه بالعضو المصاب :-
1-عن طريق الجهاز اللمفاوي .
2-عن طريق الدم حيث تنفصل خليه (أو خلايا) من الورم السرطاني الأولي Primary وتنتقل عن طريق الجهاز اللمفوي او الدم الى اعضاء اخرى بعيده حيث تستقر في مكان
ما –غالباً اعضاء غنيه بالدم مثل الرئه، الكبد او العقد اللمفاويه- متسببه في نمو اورام سرطانيه اخرى تسمى بالأورام الثانويه Secondary.
كيف يبدأ السرطان؟
السرطان هو مجموعه من الأمراض (اكثر من 100 مرض) تتشابه في بعض الخصائص فيما بينها، وقد سميت بالسرطان لأن الأوعيه الدمويه المنتفخه حول الورم تشبه اطراف سرطان
البحر. وهذا المرض او هذه الأمراض تنتج عن خروج الخليه عن السيطره. يحدث تغير في خلية ما يجعلها تخرج عن نظام التحكم الذي يتحكم في عمل الخليه كما في الخلايا
السليمه. يوجد اكثر من نظريه يعزى اليها سبب بداية السرطان في الجسم. الأولى تقول ان خطأ ما حدث في الحامض النووي عند الإنقسام وهو ما يسمى بحالة "التبدل" او
mutation . نسبة حدوث خطأ في الحامض النووي عند الإنقسام تزيد بتزايد التعرض لمسببات السرطان مثل القطران في دخان السجائر. العديد من هذه الأخطاء بإختلاف مسبباتها
تحدث في جسم الإنسان الا ان جهاز المناعه في الجسم يتعرف عليها لإختلافها عن بقية الخلايا ويقوم بتدميرها. احياناً يفشل جهاز المناعه بالتعرف على هذه الخلايا
لتشابهها مع بقية الخلايا فتقوم بالإنقسام وتتسبب بوجود السرطان.
احدى النظريات الحديثه تقول ان السبب هو وجود خلل جيني بسيط لا يمكن لجهاز المناعه من ملاحظته وذلك الخلل مع الوقت يتسبب بخروج الخليه عن السيطره ومن ثم ظهور
السرطان. هذه النظريه تفسر ظهور بعض انواع الأورام في اكثر من فرد من عائله واحده.
مسببات السرطان Carcinogens:
سواءً كان هناك خلل جيني ام لم يكن، فهناك مسببات معروفه للسرطان وتنقسم الى ثلاثة اقسام:
جسيمات مسرطنه Physical مثل النظائر المشعه، الأشعه فوق البنفسجيه و بعض المعادن ذات الألياف Mineral fibers. تقوم النظائر المشعه بعمل ثقوب للحامض النووي عند
تعريضه لها مما يتسبب في الخلل في تنظيم الجينات. تأتي النظائر المشعه من الأشعه السينيه، الأشعه الكونيه التي تصل الى الأرض ومن غاز الرادون (موجود بشكل طبيعي
في الأرض بنسب متفاوته) وذلك بطريق غير مباشر. اما الأشعه فوق البنفسجيه والتي تأتي من الشمس فتسبب في ترابط بعض البروتينات في الحامض النووي في الوقت الذي
لا يجب ان تكون كذلك مما يتسبب في خلل في الحامض النووي. بعض المعادن ذات الألياف مثل الـ asbestos تتسبب في تدمير مباشر للحامض النووي بسبب كبر حجمها.
مواد كيميائيه مسرطنه مثل الـ Benzopyrene الموجود في سجائر الدخان و الـ vinyl chloride المستخدم في الصناعات البلاستيكيه حيث ترتبط جزيئاتها مع الحامض النووي
متسببة في الخلل.
مسرطنات بيولوجيه مثل الفايروسات او الباكتيريا حيث تتسبب في خلل في الخليه حتى تتحول الى خليه سرطانيه. من الأمثله على الفايروسات human papilloma virus حيث
يتسبب في سرطان عنق الرحم، وفايروس الكبد الوبائي B (hepatitis B virus) والذي يتسبب في سرطان الكبد وهو اكثر انواع السرطان شيوعاً بين الرجال
ومن انواع الباكتيريا helicobacter pylori والذي يتسبب في سرطان المعده.
يمر السرطان خلال نموه في ثلاث مراحل رئيسية :
البداية (Initiation):
هذه الخطوة الأولى نحو تكوين الورم حيث يبدأ على مستوى خليه بتغيير بسيط في عملها وطريقة التحكم في هذا العمل المواد التي تسبب هذا البداية تسمى مواد مسرطنة
(carcinogens).
التطور (Progression ) :
يتكون الورم عن طريق خليه واحدة ويكون بنجاحها في النمو والانقسام على حساب الخلايا الأخرى ، وفي هذه المرحلة يمكن رؤيته ميكروسكوبياً
الورم الإكلينيكي (Clinical) :
هنا يكون الورم كبير الحجم وإذا لم يعالج فسيستمر بالنمو وتدمير الأنسجة المجاورة وربما الانتشار إلى أعضاء بعيدة .
السرطان كما ذكرنا ليس مرض واحد، هو مجموعة امراض تختلف بإختلاف الخلايا التي ينشأ عنها.وبإختلافها عن بعضها فهي تختلف في تصرفاتها فبعضها سريع النمو وآخر بطئ
، بعضها سريع في الإنتشار وآخر لا ينتشر بسرعه. لكن كل نوع من هذه الأنواع له خواص متشابهه مع اختلاف المرضى.
يختلف علاج السرطان بإختلاف نوع الورم او العضو المصاب. وبشكل عام فالطرق الرئيسيه لعلاج امراض السرطان هي الجراحه وذلك بإستئصال العضو او الأنسجه المصابه،
العلاج الإشعاعي بإستخدام الأشعه لعلاج الورم، العلاج الكيميائي بإستخدام العقاقير الكيميائيه ولعلاج الهرموني وذلك بإستخدام الهرمونات لبعض انواع السرطان
(1) سرطان الدماغ
تعريف سرطان الدماغ:
هو إنقسام غير طبيعي و غير منتظم لخلايا الدماغ سواء في المخ, المخيخ أو الحبل الشوكي و الذي يُسبب إنضغاط لأجزاء الدماغ الأُخرى و بالتالي فقدان لإحدى الحواس
أو ضعفها.
و أورام الدماغ الأولية ( أي التي منشأها الأصلي الدماغ) نادره جداً, بعكس أورام الدماغ الثانوية التي تكون ناتجة عن إنتشار المرض من أعضاء أُخرى بالجسم وصولاً
إلى الدماغ.
أعراضه:
أورام الدماغ سواءً كانت حميدة او خبيثة تتسبب بأعراض متشابهة والتي تختلف بحسب مكان حدوثها من الدماغ. ومن هذه الأعراض:
1. الصداع خاصةً الذي يصيب الشخص صباحاً.
2. الغثيان و التقيؤ.
3. حدوث تشنجات.
4. ضعف بعض الأطراف كالعلوية أو السفلية.
5. ضعف بعض الحواس أو تأثرها.
أسبابه:
ليس له أسباب معروفه حتى الآن.
التشخيص:
عمل أشعة مقطعية للرأس للتأكد من وجود ورم بعد عمل الفحص الإكلينيكي. كما ان فحص الجهاز العصبي مهم حتى يمكن معرفة مكان الإصابة في الدماغ.
ومن الفحوص الأخرى التي يمكن اجراؤها هو حقن مادة ملونة في احد الشرايين المغذية للمخ ثم تصوير الرأس حيث تظهر كافة الشرايين هناك. وهذا الفحص يجرى عادةً إذا
كان هناك نية لإجراء عملية جراحية لاستئصال الورم
طرق العلاج:
1. التدخل الجراحي لإستئصال الورم إذا كان موضعي لإزالة الضغط الواقع على الأجزاء الأُخرى. ولكن احياناً يكون من الصعب اجراء العملية اذا كان الورم قريب من
مكان حيوي هام في المخ.
2. العلاج الإشعاعي.
3. العلاج الكيميائي مع ان الفائدة منه محدودة حيث ان العقاقير لا يمكنها الدخول الى المخ عن طريق الأوعية الدموية ولكن يمكن حقن العقار في السائل المخي الشوكي.
الوقاية منه:
لا يوجد طرق وقاية منه لعدم معرفة أسبابه أو العوامل المؤدية له.
أهم انواع اورام الدماغ:
• Gliomata
• Glioblastoma Multiform
• Astrocytoma
• Acoustic Neurinoma
• Meningioma
• Pitutary Tumours
• انتقالات ثانوية لأورام أخرى مثل سرطان الرئة او سرطان الثدي
(2) سرطان الفم
تعريف سرطان الفم:
هو نمو غير طبيعي و غير متحكم به للخلايا المبطنة للتجويف الفمي.
أعراضه:
1. ظهور قرحة في الفم لا تندمل أو تنزف بسهولة.
2. ظهور ورم أو مساحة صغيرة حمراء أو بيضاء بشكل دائم في الفم.
3. صعوبة في المضغ أو البلع.
4. إلتهاب الحلق.
5. يكون هناك تحديد في حركة اللسان و الفكين أو الإحساس بضيق عند لبس طقم الأسنان الإصطناعية.
6. نادراً ما يكون الألم أحد أعراض سرطان الفم في مرحلته المبكرة.
أسبابه:
1. التدخين و إستعمال التبغ (الذي يُمضغ و يُخزن في الفم).
2. تناول القات.
3. شرب الكحول, و بما أنه يكون في الغالب مصحوباً بإفراط في التدخين، فإن الجمع بين الإثنين يُشتبه في أنه يزيد من إحتمال الإصابة بسرطان الفم.
4. تدخين السيكار و الغليون الذي يزيد من إحتمال الإصابة بسرطان الشفتين.
التشخيص:
أخذ عينه من الورم أو التقرح الموجود في الفم وفحصها تحت المجهر.
طرق العلاج:
1. التدخل الجراحي.
2. العلاج الإشعاعي.
الوقاية منه:
1. الإبتعاد عن التدخين و كذلك تناول القات.
2. الإبتعاد عن شرب الكحوليات.
(3) سرطان البلعوم الأنفي
تعريف سرطان البلعوم الأنفي:
هو نمو غير طبيعي و غير متحكم به للخلايا المبطنة للبلعوم الأنفي ( الذي هو التجويف الواقع في مؤخرة التجويف الأنفي و يوصل بين التجويف الأنفي ونهاية التجويف
الفمي و وظيفته إيصال الهواء الداخل عن طريق الأنف إلى الأجزاء العليا من الجهاز التنفسي في عملية الشهيق و العكس في عملية الزفير). و هذا النمو يؤدي إلى إنسداد
التجويف و من ثم الإنتقال إلى الأجزاء و الأغشية القريبة ثم الإنتقال عبر الغدد الليمفاوية الموجودة في الرقبة و أحياناً ينتشر الورم في أجهزة الجسم المختلفة
خصوصاً العظام و الكبد .
أعراضه:
1. صداع.
2. تغير في الرؤية.
3. إنسداد في الأنف.
4. نزيف من الأنف.
5. تنميل في الوجه.
6. آلآم في الرقبة.
و ليس بالضرورة أن يشكو المريض من كل هذه الأعراض بل في أغلب الأحيان تكون الشكوى مختصرة على عرض أو عرضين كما انه من المهم ان هذه الأعراض قد تظهر ايضاً في
حالات التهاب البلعوم او اللوزتين.
أسبابه:
ليس له سبب محدد و لكن التدخين والكحول من اهم الاسباب المرتبطة بهذا النوع من السرطان.
التشخيص:
1. عمل أشعة مقطعية للرأس و الرقبة.
2. أخذ عينه من الغشاء المبطن للبلعوم الأنفي.
طرق العلاج:
1. التدخل الجراحي إذا كان من الممكن إستئصال الجزء المصاب.
2. العلاج الكيميائي.
3. العلاج الإشعاعي.
4. كما يجب إستشارة طبيب أسنان في حال لزم أخذ أية إحتياطات.
الوقاية منه:
لا يوجد طرق وقاية منه لكن الإمتناع عن التدخين وشرب الكحول يساهم في تقليل نسبة الإصابة
(4) سرطان الرئة
تعريف سرطان الرئه :
هو نمو بعض خلايا الطبقة المبطنة للقصبة الهوائية بنسبة أسرع من المعدل الطبيعي و بشكل غير منتظم, مما يؤدي إلى تراكمها و حدوث تداخل في عملية إخراج المخاط،
و تتطور بعض الخلايا المتضاعفة بسرعة و تصبح خبيثة. و هذه الخلايا تزاحم و تقضي على الخلايا الطبيعية، و تؤدي إلى إحتباس المخاط في الرئة. و تؤلف الخلايا السرطانية
كتلة أو ورماً يسد القصبة الهوائية، و هو أحد الأسباب الرئيسية لموت الرجال و النساء في معظم البلدان الصناعية.
أعراضه:
1. ضيق في التنفس.
2. صعوبة في إخراج البلغم من القصبة الهوائية.
3. سعال مزمن.
4. خروج دم مع البلغم.
5. الم (نادراً).
6. نقص كبير في الوزن دون سبب واضح مع اجهاد.
7. صوت في الصدر اثناء التنفس (ازيز).
8. صعوبة في البلع نتيجة ضغط الورم على المريء.
أسبابه:
1. التدخين، حيث ثبت أن المدخنين يتعرضون بسهولة أكثر من غيرهم لسرطان الرئة.
2. إرتفاع نسبة التلوث في الهواء.
التشخيص:
1. عمل أشعة للصدر.
2. فحص البلغم تحت المجهر.
3. منظار للقصات الهوائية Bronchoscopy.
4. اشعة مقطعية.
5. اخذ عينة من الورم بواسطة ابرة.
طرق العلاج :
1. الإسئتصال الجراحي إذا كان ذلك ممكناً.
2. العلاج الإشعاعي وذلك بتعريض مكان السرطان للأشعة السينية.
3. العلاج الكيميائي مهم لبعض انواع سرطان الرئة كما انه يستخدم مع العلاجات الأخرى اذا كانت هناك انتقالات للسرطان خارج الرئة.
الوقاية منه:
1. الإبتعاد عن التدخين.
2. فصل المصانع عن المدينه حيث يعيش السكان.